ستتم المغادرة من الفندق أو الميناء وفقًا لموقع السائح في تمام الساعة 8 صباحًا بالضبط، وستنطلق الرحلة من محافظة مسقط إلى بركة الموز، وفي الطريق يمكن رؤية العديد من المناظر الطبيعية الجميلة، أما الوجهة الثانية فستكون الجبل الاخضر، قبل الوصول إلى الوجهة النهائية، وسيتم تناول وجبة الغداء في مطعم محلي.
الوصف
ا لجبل الأخضر
مَن يزور السلطنة، لا بدّ له من أن يسمع عن الجبل الأخضر، تلك البقعة الجغرافية التي تعلو عن سطح البحر نحو ثلاثة آلاف متر، وتُشكّل المنطقة الوسطى في سلسلة جبال الحجر التي اكتسبت اسمها لتكوّنها من صخور كلسية تشكلت ضمنها تضاريس بديعة المنظر نظراً إلى وديانها السحيقة وقممها شديدة الانحدار، ويقع الجبل الأخضر إلى الجنوب الغربي من مسقط في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية. ويبعد عن العاصمة 170 كيلومتراً مربعاً، على أن مناخها الذي يشبه مناخ حوض البحر المتوسط أعطاها تلك الخصوصية بتميزها بطقس معتدل صيفاً وبارد جداً شتاءً يصل إلى درجة مئوية ما دون الصفر. ذلك المناخ والمتساقطات المطرية في الأماكن المرتفعة سمحت بنمو المزروعات والأشجار والأعشاب والنباتات لذلك تم تسميتها بالجبل الأخضر.
من بركة الموز التي تقع على بعد كيلومترين شرق مركز مدينة نزوى التاريخية، يمكن الوصول إلى الجبل الأخصر مروراً بوادي المعيدن، فصعوداً إلى الجبل، الذي يتطلب سيارة ذات دفع رباعي، ولا سيما عند النزول نتيجة المنحدرات الشديدة التي تتخلل مساراته. وهي مسألة ليس فيها مساومة من قبل المعنيين بسلامة المواطنين، والذين باتوا يقصدون الجبل صيفاً وشتاء، ولا سيما بعد تحوّله إلى وجهة سياحية بارزة في السلطنة، سواء بالنسبة إلى العمانيين أنفسهم أو بالنسبة إلى العرب والأجانب.
مع بداية الصعود إلى الجبل، تجد مركزاً للخدمات السياحية توفره الوزارة لتقديم المعلومات السياحية الخاصة بالجبل. ويلعب الدليل السياحي دوراً رئيسياً في شرح تاريخ وخاصية تلك المنطقة، زائر الجبل الأخضر تشدّه الطبيعة الجيولوجية للمكان. الصخور، التضاريس، الجبال، المنحدرات، الوديان، المغاور، الفوالج، والخضار الذي يُزيّن مساحات واسعة منه، كلها تنعكس صفاءً وهدوءاً وجمالاً وسكينة داخلية على قاصد ذلك المكان.وليس بالأمر الصعب أن تفهم عندها تمسّك أبناء قرى الجبل بالعيش على سجيتهم وببساطة بعيداً عن التطوّر الكبير الذي طرأ على الحياة. كل مظاهر الاعتماد على الذات وتوارث العادات والتقاليد والحفاظ على الهوية والخصوصية تبدو حاضرة هناك، ويلحظها الزائر حين يقصد بعضاً من هذه القرى، ولا سيما قرية سيق ووادي بني حبيب، والشريجة والعين والمناخر والسوجرة.
أبناء الجبل الأخضر استطاعوا إيجاد سبيلهم من أجل استصلاح الأراضي بما يتناسب مع تكوينها الجيولوجي، فاعتمدوا على المدرجات الزراعية (التجليل)، وهي تشكّل ميزة بالنسبة إلى شبة الجزيرة العربية، إذ أن المدرجات الزراعية معتمدة في الهضاب والجبال الشديدة الانحدار في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. فغالبية السكان يعتمدون، كدخل أساسي للعيش، على الزراعة أو تربية المواشي.
في قرية سيق، بين سيج قطن ووادي بني حبيب، تتم الزراعة على حوافي الوادي، بفعل شدة الانحدار، فيما الشريجة، التي تتقاطع مع قرية العين وتتجاور معها، تتبع أسلوب المدرّجات الزراعية، ما ساهم في زيادة المساحات الصالحة للزراعة التي تكاد تصل إلى سفح الجبل، لكن أصبح توسعها الزراعي صعباً لقلة المياه الذي ينسبه أهلها لزيادة السكان فيها، وقلة المتساقطات المطرية في شبة الجزيرة العربية عموماً، والذي أثّر بشكل مباشرعلى كمية الاستهلاك اليومي للمياه، لكل قرية خصوصية. سيق تعد مركز منطقة الجبل الأخضر. وفيها حارتان، تُعرف الأولى باسم الحضف والثانية باســم البلاد، وتحتوي على آثار تعود إلى بيت الإمــام ســـيــف بن سلطان اليعربي الملقب «بقــيد الأرض» وسط حارة مسكونة وتحتوي على عدد من المساجد القديمة، أما قرية وادي بني حبيب التي باتت مقصداً دائماً للسيّاح، فهي قرية منبسطة في سهل أجرد مرتفع ويحتضن أسفلها وادٍ أخضر غني بالحقول والبساتين والأشجار. وتتميز بمنازل قديمة متراصة تركها أهلها إلى مبان حديثة تتوفر فيها كل متطلبات الحياة من المقوّمات الأساسية وخصوصاً الكهرباء والمياه. وقد باتت المنازل القديمة جزءاً لا يتجزأ من معالم القرية التي يحرص الزوار على زيارتها سيراً على الأقدام. كما هي حال العديد من منازل القرى ذات الطابع القديم البسيط في عمرانه. كما تُعرف بكهوفها المرتبطة بذاكرة القرية وقصص أبنائها، وقرية العين أو العينية، تمتاز بكثرة الينابيع فيها، التي تتدفق منها المياة العذبة، وبجمالية المدرجات الزراعية فيها، وبحارة قديمة وبيوت مبنية من الحجارة والجص هي بمثابة نموذج حي للحياة القديمة التي كان يعيشها أبناء القرى هناك. فيما قرية المناخر تمتاز بمائها وجمال الوادي السحيق ومزارعها واكتسائها باللون الأخضر.
فالجبل الأخضر يشتهر بزراعة الفاكهة المتعددة التي تعيش فقط في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وتشيرالوثائق التاريخية أن الإمام سيف بن سلطان هو الذي غرس أشجار الفاكهة في الجبل خصوصاً الرمان والجوز واللوز. ويُعد رمان الجبل من أشهر أصناف الرمان المعروف بجودته وسط الأنواع المتوفرة في العالم، كما أن العنب والتين والمشمش والتفاح والخوخ من الفاكهة المميزة، والتي يحملها المزارعون في المواسم إلى سوق نزوى بالبوابة التجارية للجبل والمحطة الأولى لهم، حيث تباع المحاصيل في المزاد، أو تصدّر إلى الخارج، وتشكل تربية الحيوانات مصدر رزق لأبناء الجبل التي يبعيونها في المزاد أيضاً، لكن الجبل تتواجد فيه حيوانات برية مثل الوعـــل الجبلي والغزلان والذئاب والفهود، وهي أنواع تعيش في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها، لكنها لا تزال موجودة.
وما يشتهر به الجبل هو الورد وصناعة ماء الورد. هو مرود رئيسي لأهل الجبل. ولا يزال يتم إنتاجه حتى اليوم كصناعة منزلية بالطرق التقليدية المتوارثة جيلاً بعد جيل. وهو يستخدم في القهوة والحلوى العمانية وبعض المأكولات، وكذلك في العطور التي تشكل سمة بارزة ليس فقط في عمان إنما في الخليج عموماً، ما يجعله من المنتوجات التي يطلبها الزوار باستمرار، كما تستهويهم الأدوية الطبيعية التقليدية المصنوعة منزلياً من الأعشاب والنباتات والأشجار والتي يعتمد عليها سكان الجبل في مداواة التقلصات المعوية والانتفاخات.
وتشكل العصي المصنوعة يدوياً من أشجار العتم والعلعلان، مطلباً دائماً للزوار، ولا سيما العمانيون نظراً إلى ما تشكله من قيمة ورمز في الثقافة العمانية.
وتحفّز طبيعة الجبل على الاستكشاف، حيث يعمل المرشدون السياحيون على مرافقة هواة التسلق ورياضة المشي. وقد تم تنفيذ مشروع «المشي الجبلي» لمحبي المغامرة والمشي، وهو مشروع يربط بين الجبل الأخضروعدد من الولايات المختلفة التي تقع على سفح الجبل الأخض، وتتوزع بين طريق يربط الجبل الأخضر مع نزوى، وآخر يربطه مع إزكي وثالث مع نخل ورابع مع العوابي، إضافة الى مجموعة من طرق المسير المختلفة التي يسلكها محبو المشي وهواة الاستكشاف والمغامرة، وبينهم عدد كبير من الأجانب.
وكما أن استشكاف المغارات والكهوف يشكل عوامل جذب للسيّاح ومحبي المغامرات، ولا سيما أن الجبل الأخضر يضم عدداً من الكهوف التي يمكن اعتبارها أماكن سياحية، ومنها كهوف المعاول وعامر والضبع والريحانية وعبد والكور، ويقصد الجبل الأخضر هواة «الأوف رود» حيث يمارسون رياضة قيادة السيارات على الطرقات الجبلية ويقطعون خلالها مسافات على ممرات ترابية متعرّجة وضيّقة ووعرة. وتشكل المناظر الطبيعية والمنازل القديمة والمنحدرات لوحات فنية لهواة التصوير الذين يخرجون وفي جعبتهم مئات اللقطات الفوتوغرافية ليس للاحتفاظ بها كذكرى زيارة مكان ما، بل كجزء من مهنة التصوير، وعلى الرغم من النسبة المرتفعة في تزايد عدد السيّاح للجبل الأخضر، فإن تلك النسبة تعكس الإقبال على تلك البقعة الجغرافية، ذلك أن القدرة الاستيعابية للفنادق والشقق السكنية تبقى محدودة ولاسيما في فصل الصيف حيث تصبح الحرارة شديدة في المحافظات الأخرى من السلطنة ذات الطبيعة الصحراوية، بينما يكون الطقس عليلاً في الجبل.
هذه رحلة رائعة لمدة ساعتين من مسقط نحو الجزء الداخلي من عمان، حيث ستستمتع بالقصة التي يرويها مرشدونا السياحيون الرائعون عن عمان ولن تشعر بأي شيء في القيادة لمدة ساعتين، سيتعين علينا أن نرفع نظرنا عالياً لرؤية قمم الجبال على ارتفاع 3000 متر فوق مستوى سطح البح، المحطة الأولى في الجبل الأخضر هي زيارة قرية قديمة مهجورة في وادي بني حبيب، حيث سترى المنازل القديمة من الداخل وقبل مغادرتنا مباشرة، ترى منظرًا مذهلاً للمدرجات الزراعية، يتمتع كل سائح بتحدي جيد، ويبحث عن نسمة من الهواء النقي، فجبال الحجر هي أفضل وجهة أثناء زيارة عمان هذا الصيف.
لن يذهل الزائرون الذين يسافرون إلى الجبل الأخضر والمناطق المحيطة بها من الجبال الرائعة فحسب، بل ستتاح لهم الفرصة أيضًا لاستكشاف مزارع شرفة الوديان الخضراء وحدائق الورود – النموذجية لإنتاج مياه الورد والقرى المهجورة والإطلالات الخلابة بما في ذلك مكان الذي أعجبت به الملكة ديانا والتي تعد من الإطلالات المفضلة للأميرة الراحلة ديانا خلال زيارتها إلى عمان، والتي ستتركك عاجزاًعن الكلام.
بركة الموز
تقع نيابة بركة الموز بولاية نزوى، إحدى ولايات محافظة الداخلية، وقد وصفها البعض نظر لأهميتها السياحية ووقوعها بالقرب من الجبل الأخضر بقلب المحافظة، كما توصف بأنها بوابة الجبل الأخضر الذي يقع على شمالها، وتقع على الشرق منها ولاية إزكي، كما تحدها من الجنوب ولاية منح.. ويُقال بأن نيابة بركة الموز سُمّيت بهذا الاسم بسبب تجمّع مياه الأودية والشعاب المحيطة بها حيث تكوّنت بركة مياه من تربة خصبة مهيأة للزراعة بأصناف عدة من المزروعات المنتجة، ويُقال بأن أهالي المنطقة في تلك الحقبة الماضية اتجهوا إلى زراعة أشجار الموز لما تحتاجه من وفرة للمياه ولسرعة نموّه وقيمته الغذائية والاقتصادية.. زارها مؤخرا محمد صلاح وأسرته وحدّثنا عنها وعن معالمها، لم تتميز منطقة بركة الموز بطبيعتها الجميلة والخضرة والزراعة والأشجار فحسب بل تميزت أيضا بمواقعها السياحية الكثيرة التي جعلت منها وجهة سياحية فريدة ومنها: حصن بيت الرديدة، الذي يُقال بأن الهدف من بنائه كان الدفاع عن بركة الموز، ويُعد واحدا من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية الفريدة بالمنطقة وهو عبارة عن طابقين بارتفاع يصل إلى 14 مترا ومساحة قطره 127 مترا ويحيط به سور، وتخفي أجزاء جدرانه السميكة ذات الأبراج المشيدة من أجر الطين بداخلها نمطا معماريا أنيقا وفريدا من نوعه ويكشف عن أقواس متعددة النصوص وسقوف مطلية، ونقوش من الجص متقنة الرسم والروعة.. كما ذكر أنه أحد الحصون القديمة في السلطنة، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر، حيث يُقال بأنه قام ببنائه الإمام سلطان بن سيف اليعربي ثاني أئمة الدولة اليعربية الذي تولى الإمامة في الفترة من (1649- 1679م) وجدده ووسع فيه السيد محمد بن الإمام أحمد بن سعيد، كما إن بيت الرديدة سُمي بهذا الاسم نظرا لقربه من سد قديم لرد مياه الأودية عن بركة الموز، ويقع الحصن على بُعد 24 كيلومترا من نزوى، في بداية وادي المعيدن ويجمع بين عناصر فن البناء المعماري الدفاعي، والمحلي التقليدي.. وتم تحويل حصن بيت الرديدة إلى متحف للأسلحة التقليدية، وهو يحكي التدرّج التاريخي للأسلحة التقليدية في عُمان. ويمر بالحصن فلج الخطمين الذي ينبع من الجبل الأخضر والمدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو، وعند زيارة أيضا فلج الخطمين المحاذي لبيت الرديدة والذي من أشهر الأفلاج هناك ويتغذى من وادي المعيدن الذي يتميز بغزارة وتدفق مياهه أثناء هطول الأمطار ويبلغ طوله الكلي حوالي 2450 مترا، ويعتبر من الأفلاج الداودية وقد تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي. وما يميز هذا الفلج هو طريقة انقسام مياهه عند الشريعة إلى ثلاث قنوات كل منها ينال نصيبا متساويا من المياه فعند رمي ثلاث كرات متساوية قبل نقطة الانقسام تذهب كل كرة في قناة مما يدل على براعة التصميم الهندسي للفلج الذي يسقي المزروعات.. وقال بأن نيابة بركة الموز تضم العديد من الأماكن الأثرية التي تنتشر في أرجاء النيابة ومنها الأبراج مثل برج «العقبة والصافح والشريعة والحيل والخزينة» وبرج المقاصير وهناك الحارات القديمة مثل حارة برج المقاصير. كما أن هناك المساجد ومنها: مسجد الولجة ومسجد اليعاربة ومسجد الوهيبي.
معلومات إضافية
المدة | من 8 الى 9 ساعات |
---|---|
المدن | بركة الموز (نزوى) |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.